حكم الجمع بين الصلوات بسبب العمل.. «الإفتاء» توضح (فيديو) | يلا شوت
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، ردا على سؤال «ما حكم الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل»، إن الأصل في الصلاة الفريضة، وهي ركن من أركان الإسلام، ومنزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عُنِي الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدَّد كل التشديد في طلبها وتقييد إيقاعها بأوقات مخصوصة؛ قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا.
حكم الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل
وتلقت دار الإفتاء سؤالا من شخص يقول «أنا الحمد لله أصلي، لكن بحكم شغلي أعود متأخرا وأصلي الظهر والعصر مع المغرب، فهل صلاتي صحيحة؟» وأجاب أمين الفتوى قائلا: لا يصح ترك صلاة الظهر والعصر ويتم صلاتهما مع المغرب لأنه بذلك خرج الوقت وهذا ليس جمع للصلاة وإنما هو قضاء وهذا لا يصح، فلابد عندما يؤذن الظهر أصليه، ولن تأخذ وقت أكثر من 10 دقائق، وكذلك العصر، عندما يؤذن المؤذن الإنسان يتوضأ ويصلي، لكن فكرة ترك صلاة الظهر والعصر ويصليهما مع المغرب هذا خطأ، لو حصل مرة الإنسان يستغفر ربنا منه الإنسان ويأخذ باله فيما هو قادم، يصلي الفرض في وقته ولا يؤجله ولا يؤخر الصلاة عن وقتها.
الإسلام حذَّر من ترك الصلاة
وأضاف أمين الفتوى عبر صفحة دار الإفتاء على موقع «يوتيوب»، أن الإسلام حذَّر أعظم التحذير من ترك الصلاة؛ ففي الصحيحين – واللفظ لمسلم – عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ.
وأشار، إلى أنه قد بلغ من عناية الإسلام بالصلاة أن أمر المسلمين بالمحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف، والسلم والحرب، حتى في أحرج المواقف عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو؛ قال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ، وأيضا قوله تعالى، «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» [البقرة: 238-239]، أي: فَصلُّوا حال الخوف والحرب، مشاة أو راكبين كيف استطعتم بغير ركوع ولا سجود بل بالإشارة والإيماء، وبدون اشتراط استقبال القبلة؛ قال تعالى: «وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» [البقرة: 115]».
جمع الصلوات للعذر
وأوضح أنه قد شرّع جمع الصلوات للعذر؛ فتؤدي الظهر مع العصر تقديمًا أو تأخيرًا، وتؤدي المغرب مع العشاء، بشرط أن ينوي ذلك قبل دخول وقت العصر أو العشاء، ومن هذه الأعذار الوحلُ؛ قياسًا على السفر بجامع المشقة في كل؛ فلقد أخرج الإمامان البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا”، وما أخرجه الإمام مسلم عن معاذ رضي الله عنه قال: “خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا.
تعليقات