عبادة البطل – الوطن | يلا شوت

عبادة البطل – الوطن | يلا شوت

لم تمض سوى أيام قليلة إلا وزادت شعبية فريق نادي بيراميدز بعد فوزه لأول مرة ببطولة كأس مصر.

هذه المرة لم يكن الأهلي أو الزمالك البطل، إنما كان البطل فريقا حديث النشأة والتأسيس لكن بني على أسس إدارية سليمة، والدليل فوزه بالبطولة التي تحمل اسم مصر.

ارتفاع نسبة شعبية الفريق طبيعية، فالناس تحب البطل وطالما أن بيراميدز صار البطل فإن الناس ستحب فريقه وتتابع بشكل أكبر مبارياته وترتبط بصورة أعمق بلاعبيه الذين صاروا أبطالا بعدما حملوا كأس البطولة.

ليس الموضوع رياضيا أو كرويا تماما وإنما الموضوع له علاقة بعبادة البطل أو التيه به أو الخضوع لتأثيره، لا تخلو حقبة في التاريخ من نماذج لأبطال غرق الناس في حبهم وتبجيلهم، والأبطال المحبوبون من الناس ليسوا جميعا على شاكلة واحدة، منهم البطل الفارس أو القائد العسكري، وهؤلاء ربما يكونون الأكثر تأثيرا في الناس وتاريخ بلادهم، فهم طالما صاروا أبطالا فمعنى ذلك أنهم انتصروا في حروبهم وهذا معناه أنهم سجلوا مجدا لبلادهم يجعل مواطنيهم يفخرون ببطولاتهم وانتصاراتهم ويظل هؤلاء على مدى قرون طويلة محل احترام وتبجيل من شعوبهم.

على سبيل المثال، المصريون يضعون رمسيس الثاني في مكانة عالية وكذلك تحتمس وأمنحوتب وأحمس وقبلهم مينا الذي وحد البلاد.

ويعتز الإغريق بالإسكندر الأكبر الذي غزا العالم وترك أكبر مساحة على الأرض تحت حكمه وحكم خلفائه.

ويبجل الفرنسيون نابليون الذي احتل أوروبا وكان يحكم الملوك والأمراء في دولها.

لكن ليس كل الذين يعجب بهم الناس من القادة الأشداء الغزاة ، هناك الفنانون، الرسامون، الممثلون، عازفو الموسيقى، النحاتون، البناة المعماريون.

وفي العصر الحديث صار من الأبطال، الرياضيون الذين يحققون الفوز ويجلبون الميداليات والكؤوس لبلادهم وصارت أسعار استغلالهم بالمليارات من الدولارات.

لكن لا يقتصر الأمر على هؤلاء، يوجد العلماء في كل المجالات، أينشتين مثلا أو فرويد أو كوبرنيكوس وجاليليو.

كما أنه صار للأدباء باع كبير في البطولة فهم يحققون ثقافة المجتمع ويرصدون محاسنه ومثالبه ويسجلون تاريخا غير معاش وغير مباشر وصارت بلادهم تحتفي بهم أيما احتفاء وصار لهم نصيب كبير في الجوائز العالمية ومنها نوبل.

إن الناس تحب الأبطال الأقوياء الفائزين، تحب محمد علي كلاي الذي صرع العديد من منافسيه، تحب سوبرمان والرجل الوطواط وغيرهم، يحب الناس أبطالهم بطريقتهم وبتنوع وكل يحب على طريقته.