عالم بالأزهر الشريف: الجهاد يشمل جميع الأعمال التي تقربنا إلى الله | يلا شوت

عالم بالأزهر الشريف: الجهاد يشمل جميع الأعمال التي تقربنا إلى الله
                                     | يلا شوت



قال الشيخ السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، إن الحديث النبوي الذي سأل فيه سيدنا أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله، أي العمل أفضل؟»، أجاب النبي عليه قائلًا: «إيمان بالله وجهاد في سبيله»، يُعد من الأحاديث العظيمة التي تبين لنا مفهوم الجهاد في الإسلام، مشيرًا إلى أن الجهاد ليس محصورًا في القتال فقط، بل يمتد ليشمل جميع الأعمال التي تقرب المسلم إلى الله تعالى.

وأوضح الشيخ السيد عبد الباري، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن الإيمان بالله يعني أن يؤمن الإنسان في قلبه يقينًا بأن الله تعالى على كل شيء قدير، وأن قدرته لا حد لها، وأنه إذا أراد شيئًا قال له «كن فيكون».

وأضاف أن الصحابة كانوا في البداية يفهمون الجهاد بمعناه التقليدي، أي القتال في سبيل الله، لكن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لهم أن الجهاد يشمل العديد من الأفعال التي تساهم في إعانة النفس والآخرين، مثل العفة عن السؤال والاعتماد على النفس، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو خرج الرجل ليعف نفسه عن أن يسأل الناس أو يتكفف الخلق، فهو في سبيل الله، ولو خرج ليعيل أولاده الصغار، فهو في سبيل الله، ولو خرج ليخدم أبويه الشيخين الكبيرين، فهو في سبيل الله».

وأوضح أن هذا الحديث يوضح لنا أن الجهاد يشمل كل عمل يقوم به المسلم بنية خالصة لوجه الله، سواء كان ذلك في العمل لكسب الرزق أو في مساعدة الأبناء والآباء، مؤكدا أن العمل من أجل تحسين حياة الإنسان، سواء في رعاية أسرته أو في تيسير أمور الناس، هو نوع من الجهاد الذي يثاب عليه المسلم.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم أيضًا نصيحة عظيمة بأن الإنسان يمكن أن يرتقي إلى درجات عالية في الأعمال الصالحة عن طريق مساعدة الآخرين في أعمالهم اليومية، مثل مساعدة صانع أو تعليم شخص محتاج، موضحا أن الجهود الصغيرة التي نقوم بها في حياتنا اليومية، مثل مساعدة شخص ضعيف أو معاق، تعتبر من الأعمال التي تقربنا إلى الله.